full screen background image
   mardi 11 mars 2025
Search
اخر الاخبار

الرئيس المدير العام للديوان الوطني للزيت يدعو منتجي زيت الزيتون إلى الحذر في التعامل مع الأسعار

 

350 ألف طن صابة الموسم القام لزيت الزيتون

تونس تقفز إلى المرتبة الثانية دوليا في إنتاج زيت الزيتون

محاولات الترفيع في حصص التصدير إلى الاتحاد الأوروبي

1.4 مليار دينار قيمة عائدات الموسم الماضي وهذه أبرز الإشكاليات

10 آلاف طن قيمة المخزون المحول من إنتاج الموسم الماضي

 

         تسير الاستعدادات  بالديوان الوطني للزيت في تونس  حثيثة لإنجاح الموسم القادم من إنتاج زيت الزيتون والذي من المنتظر أن ينطلق مع بداية شهر نوفمبر القادم،ويعمل الديوان بمختلف هياكله على توفير كل الإمكانيات لتذليل الصعوبات وتجاوز التحديات التي قد تواجه الموسم القادم،وفي هذا السياق،التقينا المدير العام للديوان الوطني للزيت السيد « شكري بيوض » وأجرينا معه الحوار التالي:


1- ما هي تقديراتكم لصابة زيت الزيتون في تونس لموسم 2019-2020؟

بالنسبة للموسم القادم فإن المؤشرات تؤكد توفر الإنتاج بكميات تصل إلى 350 ألف طن وهو معدل قياسي مقارنة بالموسم الماضي وبالمواسم الفارطة حيث ارتفع الإنتاج ب70% ورغم انه بلغ في بعض المواسم معدل 325 ألف طن إلا أنها المرة الأولى يصل الإنتاج إلى معدل 350 ألف طن.

2- كيف هي استعدادات الديوان لإنجاح الموسم؟

انطلقنا منذ مدة في نقاشات واجتماعات مع وزارة الفلاحة للاستعداد للموسم المقبل على مستوى الجني والتحويل والخزن بطاقة 380 ألف طن  ثم الأهم على مستوى التمويل الذي ينطلق العمل عليه  مبكرا مع البنوك لتشغيل المعاصر وتجهيزها بالآلات اللازمة.

أما على مستوى التخزين فقد وضع الديوان الوطني للزيت على ذمة القطاع 120 ألف طن بالإضافة إلى تحضير المخابر على ذمة المصدرين للقيام بالتحاليل على عينات الزيوت في مدة48  ساعة وتسليم بطاقة التحليل للمصدرين لضمان سرعة وسهولة الإجراءات.

3-  لو تقدم لنا فكرة عن أرقام الإنتاج والصادرات والمخزون المحول من زيت الزيتون؟

خلال موسم 2018-2019 كان معدل إنتاج تونس من زيت الزيتون 140 ألف طن و
المخزون المحول من موسم 2017-2018 تراوح بين 65 و70 أف طن،وقد صدرنا إلى حدود أوت الماضي 140 ألف طن من صابة الموسم الحالي 2018-2019 و المخزون المحول من الموسم المنقضي 2017-2018 على أن يتم استكمال تصدير بقية الحصص و المقدرة بـ20 ألف طن ليتم إغلاق صادرات الموسم الحالي بقيمة 160 ألف طن بقيمة عائدات في حدود 1.4 مليار دينار مع نهاية 2019،وقد بلغت خلال الأشهر العشر الأولى من السنة الحالية مليار و 156 مليون دينار،وتعتبر العائدات هامة جدّا.بالنسبة للموسم القادم،تقدر كميات المخزون المحول من زيت الزيتون من موسم 2018-2019 بـ10 ألاف طن وهي كمية ينطلق بها الموسم القادم في انتظار تصدير منتوج الموسم القادم،وتعتبر كميات المخزون المحول للموسم الحالي غير مرتفعة حيث استطاع المصدرون التونسيون تصدير كميات كبيرة من إنتاج الموسم وكميات المخزون المحول من الموسم المنقضي.


4-  كيف تتوزع كميات الإنتاج على المناطق التونسية بالنسبة للموسم القادم؟

حسب مناطق الإنتاج، فإن 55% من كميات الإنتاج موزعة على ولاية صفاقس وولايات الساحل الثلاث وهم سوسة والمنستير والمهدية التي تتميز هذا الموسم بكميات إنتاج مرتفعة،وتستحوذ ولايات الشمال الـ10 على نسبة 20% من معدل الإنتاج بقيمة  70 ألف طن وهو مستوى قياسي هذا الموسم خاصة وان مناطق الشمال لم تنتج بمثل هذا المستوى منذ 6 سنوات وهو إنتاج مهم على مستوى التصدير حيث يساعد زيت زيتون الشمال على التصدير بطريقة أسهل،بالإضافة إلى ولايتي القيروان وسيدي بوزيد اللتين تسجلان معدلات إنتاج هامة جدا هذا الموسم. ويمكن القول أن ولاية صفاقس وولايات الساحل الثلاث وولايتي القيروان وسيدي بوزيد يستحوذون على 75% من معدلات إنتاج زيت الزيتون للموسم المقبل وولايات الشمال العشر توفر 20% من قيمة الإنتاج لتتوزع  بين 5 و 10% من قيمة الإنتاج على المدن الأقل إنتاجا على غرار مناطق الجنوب وقفصة والقصرين وباقي الولايات.

5- ماهي أبرز المشاكل التي تواجه موسم زيت الزيتون سنويا؟

أهم المشاكل التي تعترضنا سنويا،هي كلفة الجني رغم توفر اليد العاملة والجميع يعلم أن كلفة الجني تتدخل مباشرة في كلفة إنتاج الكلغرام الواحد من زيت الزيتون وتقدر كلفة الجني بدينار و200 مليم على الكلغرام الواحد من الزيت الزيتون خاصة وان موسم جني الزيتون يستمر الى 6 أشهر وهذا أمر
مكلف.
تونس تملك أكثر من 1400 معصرة لزيت الزيتون بطاقة تحويل عالية جدّا تصل يوميا إلى حدود 50 ألف طن ،إلا أن الإشكال يكمن أساسا في كيفية تصريف مادة « المارجين » التي تقدر سنويا بين 800 و مليون
طن وهو ما يخلق بعض المشاكل في عملية تصريفها باعتبارها  مادة ملوثة حيث يقع تكوين مصبات جماعية في بعض المناطق لتصريفها إلا انه في بعض الجهات لا تتوفر  المصبات الجماعية.

ويبقى عنصر الترويج والتسويق لمنتوج زيت الزيتون رهان وتحدي يواجه كل الأطراف من منتجين و »معاصرية »  ومصدرين لضمان ترويجه بالكيفية الجيدة خاصة أن قيمة عائدات صادرات المواد الفلاحية متأتية في جزء كبير منها يصل إلى 65% من صادرات زيت الزيتون،وكل ما كان الموسم هام والإنتاج مرتفع الا وسجلنا فائضا في الميزان التجاري الغذائي.

6- ماذا عن موجة انخفاض الأسعار عالميا:إلى أين؟

ما لاحظناه منذ مارس 2018،هناك موجة لانخفاض أسعار زيت الزيتون على المستوى العالمي وقد تواصل نسق الانخفاض إلى موسم 2019 والى حدود هذه الأيام وهذا يعود أساسا إلى ارتفاع كميات الإنتاج والى العوامل المناخية التي تؤشر لمواسم مقبلة هامة وهو ما ينعكس بالضرورة على تحديد مستوى الأسعار،وبالتالي على الأطراف التونسية المتداخلة في قطاع زيت الزيتون من منتجين وأصحاب معاصر ومصدرين إلى التعامل بحذر شديد مع المتغيرات العالمية ومع تأثر  الأسعار بقاعدة العرض والطلب كما حصل في السنتين الماضيتين.

DSC00104
7-  الإنتاج العالمي من زيت الزيتون والكميات المنتظرة للتصدير من الإنتاج التونسي؟

بالنسبة للموسم المقبل،تقديرات الإنتاج العالمي عالية جدّا ومن المنتظر أن تقفز تونس إلى المرتبة الثانية عالميا بعد اسبانيا من حيث إنتاج زيت الزيتون وحسب المتوفرات العالمية فإن السوق الدولية قادرة على أن تقبل من إنتاجنا الحالي بين 200 و 250 ألف طن خاصة وان معدل الاستهلاك العالمي لزيت الزيتون في حدود 3 مليون طن.
ليست هي  المرة الأولى التي تحتل فيها تونس المرتبة الثانية عالميا في إنتاج زيت الزيتون فقد سبق وان احتلت المرتبة الأولى عالميا عندما تراجع إنتاج اسبانيا،ومع ذلك فإن المنافسة مع الإنتاج العالمي قوية على مستوى كميات الإنتاج وعلى مستوى الأسعار خاصة إذا ما عرفنا أن أكثر من 75% من
صادرات تونس تتجه نحو دول الاتحاد الأوروبي وأساسا اسبانيا وايطاليا ذلك لان دول الاتحاد الأوروبي  تستهلك زيت الزيتون أكثر مما تنتج وهو ما يضطرها إلى توريد كميات هامة من تونس.السوق العالمية لزيت الزيتون سوق مفتوحة والسعر هو المحدد الوحيد لكل المبادلات التجارية،وبالتالي بإمكاننا أن يكون لدينا قدرة تنافسية اكبر مع اسبانيا بما يجعلنا نصدر لها الزيت الزيتون التونسي رغم أنها أول منتج
في العالم.

DSC00105
8- بكم تقدر الكميات المتبقية من الحصة السنوية الموجة للاتحاد الأوروبي من إنتاج الموسم الحالي؟

تقدر حصة صادرات تونس من زيت الزيتون إلى الاتحاد الاوروبي بـ56.700 ألف طن سنويا وهي حصة لم تتغير وبقيت على نفس المستوى منذ 15 عاما،بما جعل الجانب التونسي يدخل في مفاوضات مع الاتحاد منذ 2016  للترفيع في قيمة الحصة إلا أن الطرف الأوروبي وافق على طلب الترفيع خلال سنتي 2016 و 2017 بزيادة قدرها 35 ألف طن كل عام،ليتوقف الترفيع فيما بعد رغم طلب الطرف
التونسي من تمكينه الترفيع في الحصة مع كل فائض في إنتاج زيت الزيتون بصفة منتظمة إلا أن المفاوضات لم تنتهي إلى قرار واضح من الجانب الأوروبي بما يجعل تونس بالنسبة للموسم الحالي تصدر في مرحلة أولى 40 ألف طن على أن يتم استكمال ما تبقى من قيمة الحصة 56.700 ألف طن في الأشهر القادمة.

9-  تقديراتكم لمعدلات الإنتاج التونسي و العالمي في السنوات القادمة؟

أولا يجب التذكير أن  الإنتاج التونسي من زيت الزيتون بلغ خلال الخمس سنوات الماضية 209 ألف طن بينما كان في حدود 186 ألف طن ومن المتوقع أن يبلغ مستوى الإنتاج في كل خمس سنوات  والى حدود 2023 ما يعادل 220 ألف طن على أن يصل خلال سنوات 2024 و2025 ما قيمته 245 ألف طن سنويا طبعا وهي زيادة بـ10% وتعتبر مهمة للغاية تجعل تونس حذرة من  المرحلة القادمة من إنتاج زيت الزيتون خاصة إلى أهمية الاستثمارات المحدثة في القطاع.

اعتمادا على التقديرات والمؤشرات الحالية من المنتظر ان يقدر حجم  الإنتاج العالمي لزيت الزيتون  بـ4 مليون طن خلال السنوات الخمس القادمة بسبب تطوير الإنتاج وتضاعف الاستثمارات في اسبانيا التي من المنتظر أن يبلغ حجم إنتاجها 2 مليون طن من زيت الزيتون والولايات المتحدة ومراهنة عديد الدول على غرار مصر والأردن والجزائر وليبيا على الاستثمار في قطاع زيت الزيتون.وهو ما يحتم على تونس الاستعداد لمواجهة هذه التحديات خاصة وأنها تملك مقومات التفوق و التمييز  في قطاع زيت الزيتون على مستوى المعاصر والمخابر والخبراء  وجودة المنتوج.

WhatsApp Image 2019-10-03 at 18.49.50(2)
10- ما هي مكانة زيت الزيتون التونسي في جدول أعمال المجلس الدولي للزيتون؟

المجلس الدولي للزيتون هو فضاء يجمع كل الدول المنتجة للزيتون في العالم،ويمثل منتدى لتبادل الخبرات والتجارب في هذا القطاع،وقد أصبح  الهيكل الدولي المحدد للمواصفات التجارية لزيت الزيتون وبالتالي فهو  المرجع الدولي  تتم من خلاله مناقشة مشاكل القطاع والتوافق حول كيفية تطويره و
بالتالي فان تونس معنية بكل ما يحدث داخل المجلس ومشاركة بصفتها عضو مؤسس له في وضع ومناقشة كل المسائل  المتعلقة بالقطاع.

11– ما هي أهداف وبرامج  المركز الدولي للتكوين في الزيتون وزيت الزيتون الذي أطلقه  مؤخرا الديوان الوطني للزيت؟

WhatsApp Image 2019-10-03 at 16.30.23

المركز الدولي للتكوين في الزيتون وزيت الزيتون هو أول مركز دولي في تونس، يهتم بتكوين الفنيين والخبراء في تذوق الزيوت  من أجل تطوير جودة زيت الزيتون التونسي.وقد كنا نضطر إلى إرسال « الذواقة »  والفنيين في تحليل زيت الزيتون  إلى اسبانيا وايطاليا وهو أمر لم يكن محبذ بالنسبة لنا ما جعلنا نطرح فكرة بعث مركز تكوين دولي في تونس وكان ذلك في  اجتماع المجلس الدولي للزيتون في تونس سنة 2016.

ومن أهم مهام المركز تكوين « الذواقة » أساسا في زيت الزيتون  وتكوين الفنيين في تحليل زيت الزيتون.ومن أهدافنا كذلك تطوير القطاع والعمل على تدعيمه وتطوير التجارب و جعله مركز امتياز لزيت الزيتون في تونس.

12-  مع التوجه العالمي لتشديد مواصفات تجارة زيت الزيتون: ماذا ينتظر تونس وكيف ستكون تحركاتها على مستوى التعريف بالأصناف المحلية للزيت؟

المركز الدولي للتكوين في الزيتون وزيت الزيتون جاء في الوقت المناسب لتطوير القطاع وخاصة للعمل على التسويق لأصناف زيت الزيتون التونسي  خاصة وان مواصفات التجارة العالمية متطورة ومتغيرة وهناك الكثير من المحاولات لتشديدها على غرار ما تعمل على اقتراحه الولايات المتحدة الأمريكية وهو
ما يجعل المواصفات التحدي الأكبر الذي يواجه منتجي زيت الزيتون مستقبلا و بالتالي من الطبيعي أن تكون تونس على علم بهذه المتغيرات والمراجعات في المواصفات لتحسين الجودة وتطويرها والعمل على الترويج والتعريف بالمواصفات التونسية للزيوت المتأثرة بالمناخ وبالطبيعة ما يجعلها في بعض الأحيان غير مقبولة بدعوى أنها لا تتطابق مع المواصفات الدولية.ونحن نعمل على تذليل الصعوبات على مستوى التسويق والتعريف بأصناف وأنواع  زيت الزيتون التونسي من خلال مفاوضاتنا مع الجانب الأوروبي ومن خلال نقاشاتنا داخل المجلس الدولي للزيتون.

WhatsApp Image 2019-10-03 at 18.49.49(1) WhatsApp Image 2019-10-03 at 18.49.49 WhatsApp Image 2019-10-03 at 18.49.50(1) WhatsApp Image 2019-10-03 at 18.49.50(2) WhatsApp Image 2019-10-03 at 18.49.50(3) WhatsApp Image 2019-10-03 at 18.49.50

 




error: لا يمكن نسخ المحتوى