full screen background image
   samedi 19 avril 2025
Search
اخر الاخبار
olive oil business

بعد أن اكتسحتها المشاتل الأوروبية: كروم الزيتون في تونس مهددة بالاضمحلال

تونسOlive Oil Business- : يعرف قطاع غراسة كروم الزيتون في تونس منذ سنوات زحفا كبيرا من قبل المشاتل الأوروبية واليونانية والإيطالية في إطار برنامج الفلاحة الصناعية الذي جاء في سياق فتح الدولة متنفسا للمستثمرين لتوفير مشاتل تضمن مردودية عالية وسريعة.
ويثير اجتياح الشتلات الأوروبية لغابات الزياتين التونسية، مخاوف بعض المنتجين والناشطين في القطاع لما يمكن أن ينعكس سلبا على مردودية القطاع وخاصة على جودة زيت الزيتون خاصة وأن الشتلات التونسية توفر زيوت بجودة عالية ومن المتوقع أن تؤثر عملية الإجتياح على استمرار الشتلات المحلية.
ويعتبر بعض منتجي الزيتون أن الإقبال المكثف على تجديد الحقول التونسية  بالشتلات الأوروبية على حساب المحلية هدفه تحقيق الربح السريع باعتبار أن الزيتون الأوروبي ذو مردودية سريعة ومكثفة.
وتفيد المعطيات التي تحصل عليها موقعنا من أهل الاختصاص أن شجرة الزيتون الإسبانية تدخل في دورة الإنتاج بعد غراستها بـ3 سنوات، في حين تحتاج الشتلات المحلية إلى 8 سنوات لتصبح منتجة.
ويتخوف عاملون في القطاع من تغيير الزيتون التونسي الأصيل بشتلات إسبانية وإيطالية ذات مردودية سريعة مقابل عمر أقل للأشجار من أصناف « الارباكونيا » و »كورونيكي ».

ويمثل الحفاظ على شتلات الزيتون التونسية القديمة وتطوير مردوديتها اختبارا صعبا لمخابر البحث الزراعي، وسط إصرار عديد الفلاحين والمهتمين بالشأن الفلاحي على ضرورة الحفاظ على نوعية مشاتل الزيتون القديمة والتصدي لزحف المشاتل القادمة من الضفة الشمالية للبحر المتوسط بهدف الحفاظ على نوعية متميزة للزيت المحلي ذو القدرة التنافسية العالية إقليميا وعالميا.
وتقر وزارة الفلاحة بانفتاح المستثمرين على الشتلات الإسبانية واليونانية في إطار تجديد الكروم، غير أنها تؤكد حرص مخابرها على تطوير إنتاجية الشتلات المحلية والعمل على المحافظة عليها في إطار استراتيجية وطنية لتنمية قطاع الزيتون تتواصل إلى عام 2030.
ويقول مدير الإنتاج الفلاحي في وزارة الزراعة، عز الدين شلغاف، في تصريحات إعلامية، إن الوزارة تسعى إلى تجاوز مشاكل ضعف إنتاج الزيوت المحلية بتكثيف البحوث العلمية لتطويرها و الحفاظ على خصوصية الغابات التونسية.
وأفاد شلغاف بأن 9 % فقط من حقول الزيتون تصنف بـ »الهرمة »، من جملة المساحة المزروعة البالغة 1.3 مليون هكتار، مشيرا إلى أن الوزارة بصدد العناية بغرسات الشمال التي تعتبر المنطقة الأفضل للزيتون على خلفية ما تشهده من تغيرات مناخية، لضمان مردودية سنوية متقاربة من محاصيل الزيت والزيتون.




error: لا يمكن نسخ المحتوى