تونس – Olive Oil Business: نظم الديوان الوطني للزيت الثلاثاء الماضي بفضاء المركز الدولي للتكوين في الزيتون وزيت الزيتون يوما تحسيسيا مفتوحا للعموم بهدف التشجيع على الاستهلاك المحلي لزيت الزيتون.
وقد شارك في فعاليات اليوم التحسيسي كل من السيد المدير العام للديوان شكري بيوض والدكتورة في الكيمياء الحيوية والخبيرة في التحليل الحسي لزيت الزيتون بالديوان سميرة السيفي، والمدير العام للمعهد الوطني للبحث و التحاليل الفيزيائية الدكتور محمد الحمامي والدكتورة في علم الاجتماع الغذائي عن المعهد الوطني للتراث و عضو اللجنة العلمية للمعرض الدائم للنظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط،بالإضافة إلى حفي الطهي وعضو المكتب التنفيذي للأكاديمية الوطنية للطبخ السيد فؤاد فريني مع ثلة من الطباخين وتجار زيت الزيتون والمصدرين والمنتجين ومختلف الهياكل المعنية بقطاع زيت الزيتون مع توافد عدد مهم من المستهلكين.
شكري بيوض: تراجع الاستهلاك الداخلي لزيت الزيتون…
وفي مستهل كلمته،شدد السيد شكري بيوض على اهمية اليوم التحسيسي من اجل التأثير على المستهلك التونسي المحلي لاستهلاك زيت الزيتون خاصة بعد تراجع حجم الاستهلاك الداخلي لزيت الزيتون إلى حدود 40% بينما كان في ثمانينات القرن الماضي في حدود 80% ليتراجع بين سنوات 2000 و 2005 إلى حدود 50% ثم يتراجع سريعا مع بداية 2010 بمعدل 35 و 40%.
وأكد بيوض أن تراجع حجم الاستهلاك الداخلي لزيت الزيتون لا يتجاوز 15% من حجم إنتاج تونس سنويا وهو ما يعتبر رقما ضعيفا يجب الوقوف عنده ومحاوله التحسيسي بقيمة زيت الزيتون في النظام الغذائي للتونسيين.
واعتبر الرئيس المدير العام لديوان الزيت أن تراجع حجم الاستهلاك الداخلي ليس مرتبطا بارتفاع أسعاره بل بتغيير العقلية والثقافة الغذائية في تونس خاصة لدى الشباب وهو ما يتطلب القيام بالعديد من الحملات التحسيسية والتوعوية لتمكين التونسيين من حقه في استهلاك زيت الزيتون واستعادة العادات الغذائية القديمة خاصة لما يحتويه الزيت من منافع وقيمة غذائي ومضادات للأكسدة.
وأشار بيوض إلى أن ثقافة استهلاك زيت الزيتون بدا تتراجع حتى في الدول المنتجة إلا أنها تظل أفضل من معدلات الاستهلاك في تونس،حيث يصل معدل الاستهلاك المحلي لزيت الزيتون في اسبانيا إلى 600 000 طن سنويا.
الدكتورة سميرة السيفي: أهم مذاقات وأصناف ومكونات زيت الزيتون…
في السياق ذاته،تحدثت الدكتورة سميرة السيفي عن أهمية التذوق ومعرفة مذاقات زيت الزيتون التونسي وقيمتها الغذائية لما تحتويه من فيتامينات تحمي الإنسان من عديد المخاطر.وشددت على أن تونس محطوطة للغاية باعتبار ان مناخها الطبيعي يوفر لها تنوع هام وثري من أصناف زيت الزيتون والتي تقدر بـ160 نوعا.واستعرضت الدكتورة السيفي أبرز الأصناف المعروفة في تونس مبرزة خصائصها الطبيعية ومذاقاتها وخاصة تركيبتها ولعل أبرزها :
* زيت الزيتون الشتوي المتوفر بمدينة طبربة وبولاية الكاف وبمدينة نبر
*زيت الزيتون الوسلاتي ويتواجد بولاية القيروان وضواحيها
*زيت الزيتون الشملالي وتتواجد مزارعه خاصة بولاية صفاقس وولايات الساحل
*زيت الزيتون الشمشالي ويتركز أساسا بولاية قفصة
*زيت الزيتون الزلماتي ويعرف في مدينة جرجيس
كما توجد أصناف أخرى من أشجار الزيتون في تونس وهي أصناف موردة على غرار Arbequina و Arbosana و Koroneiki.
وأشارت الدكتورة السيفي الى ان زيت الزيتون هو عصير غلال يتكون من حوالي 99% من مواد دهنية ومن 1% من المركبات الصغرى للقيمة البيولوجية. كما اعتبرت أن المذاقات المختلفة لزيت الزيتون تمنحه قيمة مضافة وتركيبة غنية بالفيتامينات و المركبات الغذائية.
كما تحدثت الدكتورة السيفي على أهمية التخزين أو الخزن بالنسبة لزيت الزيتون وأكدت ان تخزينه في أوعية وحاويات بلاستيكية يضر مباشرة بقيمته الغذائية ويفقده كل مقوماته،وشددت على ضرورة خزنه في أوعية معدنية أو بلورية ملونة أو فخارية حتى يحافظ على جودته ومكوناته.
الدكتور محمد الحمامي: زيت الزيتون وأهميته لصحة الإنسان…
من جهته،تحدث الدكتور محمد الحمامي عن قيمة زيت الزيتون بالنسبة لجسم الانسان وأهميته في معالجة عديد الأمراض ومنع حدوثها،مشددا على أن تناول زيت الزيتون يوميا يحمي الإنسان من الذهاب إلى الطبيب والحصول على أدوية كميائية لها مخلفات سلبية.
وأشار إلى أن التحاليل و الدراسات المنجزة على زيت الزيتون أثبتت انه دواء لكل الأمراض وقيمة غذائية لا يمكن تعويضها وان تركيبتها غير متواجدة في مواد غذائية أخرى.
وشدد على ان استهلاك زيت الزيتون يحمي جسم الإنسان من ضغط الدم ومن الأمراض الجرثومية التعفنية ومن مختلف الأمراض السرطانية ،كما ان استهلاكه يساعد على تعديل نسبة السكر في الجسم ويقاوم مرض السكري ويقلل من الوزن الزائد و يحمي العظام من الهشاشة و يقلص من معدل الكولسترول في الجسم ويغذي و يدعم العملية الدماغية كما انه يجدد خلايا البشرة وينعشها ويجعلها أكثر نظارة واقل تجاعيد ويحافظ ويحمي على صحة الشعر.
وانتهى الدكتور الحمامي الى ضرورة التحسيس بقيمة زيت الزيتون بالنسبة لجسم الإنسان وقيمة أوراق الزيتون في معالجة عديد الأمراض وأهمها ضغط الدم من خلال اعتمادها كمشروب ساخن يوميا.كما دعا إلى تثمين أوراق الزيتون لما تحمله من قيمة خاصة على مستوى مواد التجميل الطبيعية.
الدكتورة سنية مليح: رمزية وقيمة زيت الزيتون في العادات الاجتماعية…
السيدة سنية مليح الدكتور في علم الاجتماع الغذائي ،كانت لها مداخلة للتعريف بتاريخ زيت الزيتون في الثقافة التونسية و الحياة اليومية للتونسيين على مرّ التاريخ ومجالات استعماله وخاصة رمزيته بالنسبة للعادات والتقاليد في مختلف دول البحر الأبيض المتوسط.
وشددت الدكتورة مليح على ان استهلاك زيت الزيتون في تونس كان ضمن العادات الغذائية والعادات الاجتماعية حيث تحدثت عن رمزيته في الأفراح والأحزان وعن رمزية الخصوبة التي كان يحملها في مراسم الأعراس وولادة الأطفال وغيرها من الطقوس والعادات والتقاليد التي غالبا ما يكون زيت الزيتون حاضرا فيها وبقوة على اعتبار قيمته المعنوية وقيمته كموروث لا مادي يجب تثمينه والعمل على اعادة كل تلك الرمزية بما يتماشى ومع متغيرات الواقع .وشددت على ضرورة تدريب الاطفال داخل المؤسسات التعليمية على تذوق زيت الزيتون والتعود على استعماله والحديث عن تاريخه ورمزيته ضمن الثقافة الاجتماعية لتونس.
وفي الختام،تحدث الشاف فؤاد الفريني عن قيمة زيت الزيتون في المطبخ التونسي،وعن طرق استعماله وتوظيفه في مختلف الماكولات من المالح الى الحلويات وانواع السلطة و المخللات وغيرها مستعرضا بذلك مع جملة من حرفي الطبخ كيفية استعمالهم لمادة زيت الزيتون في الاكلات.