تونس-Olive Oil Business : يعود تاريخ ابتكار تقنية blockchain ( البلوك تشين)، إلى سنة 2008، وهي عبارة عن برنامج معلوماتي مُشفر يُستخدم كسجل موحد للمعاملات على شبكة الأنترنت بهدف منع اي تلاعب او تعديل او تغيير لتفاصيل وتركيبات الخدمات او المواد او غيرها من القطاعات التي تشملها تقنية البلوك تشين.

تتميز تطبيقات البلوك تشين بأنها مصممة لغرض محدَّد وجاهزة للاستخدام وبهذا يتسنى لك تحسين عمليات الأعمال على طول سلسلة القيمة. باستخدام تطبيقات البلوك تشين يمكنك تحسين جودة المنتج والتحقق منها، وتسليم المنتجات على نحو أسرع، وتنفيذ العقود بسهولة، وزيادة رضا الحرفاء.

تطور مستمر…

وقد عرفت تقنية  » البلوك تشين » تطورا مستمرا على مستوى البرمجة لتصبح بمثابة سجل لا مركزي، لتدوين المعاملات وتخزين المعلومات المتعلقة بالمنتوج على شبكة بيانات عالمية بطريقة لا يمكن تعديلها في المستقبل.
بالبحث عن تاريخ نشأة هذه التقنية خاصة في مجال حماية المواد الغذائية، فإن اعتماد تقنية blockchain جاء بعد بحوث ودراسات كثيرة لعل اهمها ما كانت تنشره منظمة الصحة العالمية حول ما يتعرض لها الانسان من عمليات تلاعب وغش في مواده الغذائية وقد جاء في احد تقارير المنظمة أن واحدا من بين كل عشرة أشخاص يصابون بتسمم كل عام جراء تناول غذاء ملوث، بينما يموت نحو 420 شخصا لنفس السبب.
وفي ظل نمو الإمدادات الغذائية حول العالم بصورة معقدة، بات من المستحيل تقريبا لمنتجي الأغذية وتجار التفصيل ضمان منشأ وجودة هذه المنتجات.

 » البلوك تشبن » الحل الناجع…

مثلما دمرت الأزمة المالية لعام 2008 الثقة العامة في القطاع المصرفي، ودفعت الناس للبحث عن اخر التكنولوجيات من أجل سد الثغرات التي نجمت عن فقدان هذه الثقة، تعيش صناعة الأغذية نفس السيناريو. ولا سيما بعدما أصبح من الواضح تماما أن النظم الحالية لإدارة السلامة والجودة الغذائية ليست مصممة ببساطة للكشف عن الغش في الغذاء، ولا حتى متطورة بما يكفي لمنع حدوثه.
وتوفر تقنية بلوك تشين منصة محايدة ومفتوحة، لا وجود فيها لطرف ثالث من أجل إجراء المعاملات، ولكن يوجد بدلا من ذلك سلسلة من القواعد المنظمة التي يتعين على الجميع سواء كانوا مستخدمين أو مشغلين للنظام الالتزام بها.

blockchain في مجال زيت الزيتون

تعتبر تقنية  » البلوك تشين » تحديا رقميا يراهن عليه كل العالم وتعتمده الدول في المجالات الاكثر حساسية بالنسبة لها والتي قد تكون عرضة للتلاعب والتغيير أكثر وقد ذهبت بعض الدول على غرار اسبانيا وايطاليا في تطبيق هذه التقنية في مجال صناعة زيت الزيتون التي تعتبر اهم الصناعات الغذائية بالنسبة لاقتصادهما والأكثر عرضة لتلاعبات وتغييرات وضرب لمستوى الجودة فيه.
بالنسبة لمصنعي زيت الزيتون فإن أي محاولات للتلاعب بتركيبة الزيوت أثناء انتقالها داخل سلسلة التوريد سيتم تحديدها فورا ومنعها قبل وصولها إلى المتاجر او المحلات.
وبالنسبة للمستهلكين فإن التقنية ستوفر المزيد من الشفافية والانفتاح لطمأنتهم بأن ما يتناولونه من طعام وخاصة زيت زيتون يتوافق بالضبط مع جملة المعطيات المكتوبة على العلبة  » الاتيكات ».
وتوفر  » البلوك تشين » المعلومات الخاصة بالمواد الغذائية بداية من المراحل الأولى للتصنيع وحتى وصولها لأيدي المستهلك. ومن خلال استخدام الهاتف الجوال الذكي لقراءة  » الكيور كود » ( QR CODe)، يمكن للمستهلك مسح هذه الأكواد عند نقطة البيع من أجل الحصول على تاريخ شامل لرحلة علبة زيت الزيتون بداية من المزرعة إلى مائدة الطعام.
وبهذه الصورة تعتبر أداة مفيدة للغاية؛ لأنها تسجل كل تفاعل يحدث للمنتج وتمنحه شهادة رقمية، ما يعني أنه لا يمكن تعديل بيانات المنتج أو التلاعب بها في وقت لاحق من قبل أي شركة تسعى إلى إخفاء أصل المنشأ وتحركات المنتج داخل سلسلة التوريد.

الريادة الاسبانية…

اعلنت شركة اسبانية تحمل اسم Oliva coin عن حل اثنين من أهم المشاكل التي تواجه سوق زيت الزيتون في اسبانيا وهما التأكد من جودة زيت الزيتون وصعوبة تحديد الأسعار وذلك باعلانها اعتماد تقنية  » البلوك تشين  » حيث اطلقت في 2018 منصة تجمع بين البائعين و المشترين في مكان واحد و استخدام olivacoin في التعامل بالاضافة لربط المنصة بأجهزة ذكية تمكن من التأكد من جودة زيت الزيتون.
وقال مؤسس الشركة السيد Ismaël Santiago أن شركته هي الاولى التي ادخلت بكل ثقة ودون تردد تقنية « البلوك تشين » في سوق زيت الزيتون.
التجربة الايطالية…

في ايطاليا كذلك اعلنت شركة Olive Trace المختصة في صناعة زيت الزيتون نشأت في الريف الإيطالي لتساعد صغار المنتجين على حماية زيوتهم ومساعدتهم على توزيعها.
وقد انطلقت في اعتماد تقنية  » البلوك تشين » كمساحة معلوماتية لتتبع كل خطوات صناعة زيت الزيتون البكر الممتاز وكيفية توزيعه إلى غاية وصوله الى المستهلك.
وتهدف الشركة الى حماية زيت الزيتون من اي تدخلات خارجية او تلاعبات بتركيبته خاصة وانه من المواد الغذائية سريعة التلف و الحموضة والمحافظة على جودته وعلى مذاقه الاصلي يتطلب الكثير من الحذر والانتباه.

دخول تقنية  » البلوك تشين  » الى تونس…

الاهم من هذا ان تونس لم تبقى بمعزل عن هذا التطور الرقمي في مجال الصناعات الغذائية وخاصة قطاع زيت الزيتون الذي يعتبر البترول الاخضر بالنسبة للاقتصاد التونسي بالنظر لعائداته العالية جدا ودوره الرئيسي في تقليص حجم عجز الميزان الغذائي وتوفير العملة الصعبة للبلاد، وقد كانت شركة CHO المختصة في صناعة زيت الزيتون وهي شركة خاصة رائدة في اعلان توجهها نحو اعتماد تقنية Blockchain في تونس وقد أعلنت عن ذلك مؤخرا خلال اجتماع عام نظمته بحضور اكثر من 500 صاحب معصرة من مختلف ولايات الجمهورية.
وقد قال الرئيس المدير العام لشركة CHO السيد عبد العزيز المخلوفي أن منظومة زيت الزيتون تحتاج الى تظافر الجهود وتبادل الخبرات و المعطيات بين مختلف مكونات الانتاج.
وقد أعلن المخلوفي في ذات السياق، عن بعث فضاء افتراضي على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك يجمع بين مختلف عناصر المنظومة بالجهة تحت اسم
La Rencontre Des Amis Mouliniers DE CHO وذلك للم شمل أصحاب المعاصر لتبادل الأفكار والتحادث حول مشاكل القطاع والحلول المتاحة لحماية مستقبل المنظومة.