تونس- Olive Oil Business: نشر الديوان الوطني للزيت تقريرا حول واقع زيت الزيتون في ظل أزمة فيروس كورونا ومدى تأثيره على القطاع، مشيرا إلى أهم القرارات النوجب اتخاذها وأهم العبرة والدرس الذي يجب استخلاصه من الأزمة.
وقد تطرق الديوان في بداية التقرير إلى التأكيد على أنه منذ بداية أزمة Covid 19 ، ظلت سوق التصدير التونسية تعمل بشكل جيد نسبيا بفضل اهتمام الموردين الأوروبيين بمواصلة توريد حصص زيت الزيتون المبرمة في العقود خاصة مع حل مشكل الشحن نحو إيطاليا واسبانيا بطرق جزئية، بالإضافة إلى تمسكهم بالحصول على شحنات زيت الزيتون في ظل تشديد الحكومات حركة العبور عبر الموانئ.

تحديات وطنية…

محليا، اعتبر ديوان الزيت أن أن انتشار الفيروس في تونس كان إلى حدود الآن بطيئا للغاية بفضل اجراءات الحجر الصحي و التباعد الاجتماعي التي اعتمدتها الحكومة على الفور ،مع اعتبار قطاع زيت الزيتونمن بين القطاعات الاقتصادية الحياتية المعنية باستمرار النشاط في فترة الحجر.
وأكد الديوان وجود مخاوف بخصوص المخزونات الحالية ،مشددا على ضرورة الانطلاق في افراغ المخازن وضخ كميات زيت الزيتون في السوق.
وأضاف الديوان أن أسعار زيت الزيتون في السوق الوطنية قد حافظت بمختلف فئاتها وأصنافها في الأسابيع الأخيرة مع نقص متزايد في زيت الزيتون البكر الممتاز وزيت الزيتون البكر في السوق.
كما أضاف وجود تباطؤ في عمليات الاقتناء الجديدة من قبل شركات التعبئة والتغليف.
مضيفا أن الوباء الناجم عن COVID-19 قد أبرز هشاشة العديد من الشركات والمنظمات المهنية وغيرها في قطاع زيت الزيتون ، الذين يواجهون حالة ضعف بسبب عدم قدرتهم على التأقلم والتكيف مع المتغيرات والمستجدات الطارئة.
وأضاف نفس المصدر، أن القطاع يواجه تحديات خاصةً أن الصادرات العالمية ستنخفض على الأرجح بسبب المشاكل الناتجة عن انتشار الفيروس والركود الاقتصادي الذي سيؤثر سلبًا على استهلاك زيت الزيتون.

مشاكل عالمية…

عالميا، أكد ديوان الزيت تأثر قطاع الزيتون العالمي مثل الأنشطة الاقتصادية الأخرى بعديد المشاكل حيث أصبح القطاع يبحث باستمرار عن توازن بين العرض والطلب،مما دفع إلى تعديل السياسات والاستراتيجيات وكذلك نماذج الإدارة العامة للقطاع دون أن تتمكن من حماية هذا القطاع من الأزمات المتكررة والطارئة غلى غرار الجوائح، مؤكدا أن الوقت قد حان للتفاعل بشكل فعال لمواجهة الاضطرابات الهيكلية في السوق العالمية.

توصيات الديوان…

وانتهى تقرير ديوان الزيت إلى القول أن تونس قد انتقلت من سياق وطني محكوم ومحدود إلى سياق دولي يتسم بالاضطراب فرضته المتغيرات، وهو ما يتطلب حسن التعامل مع الوضع من خلال الإدارة الجيدة في أوقات الأزمات مع المعرفة الدقيقة بالبيئة العامة لزيت الزيتون (الاتجاهات ، وتطور الاستهلاك ، والتكنولوجيات الجديدة ، وما إلى ذلك) والقدرة على التكيف بغض النظر عن تطورها.
ويعتمد هذا التكيف حسب ديوان الزيت بشكل أساسي على صلابة الشركات والمنتجين وصحتها المالية الجيدة ، مع اتخاذ قرارات بحذر لتجنب  حالات الخطر المحتملة و القدرة على مواجهتها .
وأضاف أنه في حال توفر كل هذه المعايير سيكون لتونس القوة الكافية والقدرة التنافسية للبقاء والاستمرار في أوقات الأزمات والتي تمنح القطاع الحصانة والحماية على المدى القصير في سياق محفوف بالمخاطر مثل السياق الحالي الناجم عن وباء Covid 19.
وشدد الديوان على ضرورة أن تتغير مؤسسة إنتاج زيت الزيتون على جميع المستويات من أجل تكييف القطاع مع حالات الخطر من خلال الابتكار والتكنولوجيا وما إلى ذلك.